الخميس، 7 أغسطس 2008


رد سماحة المقدس السيد محمد رضا الشيرازي - قدس سره - على رسالتي التي عزيته فيها باستشهاد والده الامام السيد محمد الحسيني الشيرازي اعلى الله درجاته .

رحل المقدس !

رحيل المقدس سماحة اية الله المجتهد الفقيه الكبير السيد محمد رضا الشيرازي - قدس سره - خسارة للأمة الإسلامية جمعاء , رحل اية الاخلاق والتواضع , و اية الصبر والنصح , وآية الكرم والنور , يشهد الله اني كنت اعشق هذا الانسان , صاحب الهيبة العالية , صحيح انه رحل عنا جسديا , و لكن بقت كلماته النورانية افكاره ومحاضراته ولقاءاته معنا مرسخة في الافكار والاذهان , النظرات العميقة , الابتسامة الابوية الرفيقة , اليد الحنونة , الجبهة المنيرة , لن نحس بها بعد اليوم , كلها عبارة عن ذكريات تبكي العين وتكسر القلب , لا اقول هذا الكلام عن عاطفة , الا انني احسست بالقرب من هذا العالم العظيم . ومن كان قريب منه يحس بما اقول , فقد غاب البدر عنا , لازلت اتذكر تلك اللحظات التي التقينا فيها , صوته لن يفارق مخيلتي ما دمت حيا , فالقديس السيد محمد رضا الشيرازي , لم نكن وحدنا نحبه , صدقوني فحتى اعداءه يحبونه , ان كان له اعداء – شخصيا - , رحيله جدد علينا فقد والده , الذي تمنيت ان اراه , فما اسرع لقاءك بوالدك يا سيدي , جرح والده لم يبرأ بعد , ورحيله زاد الجرح عمقا , سيد محمد رضا , نحن احباؤك بانتظارك , امست الدنيا مظلمة من بعدك , بعد ان كان فيك الامل كبير , سيدي استقبلتنا في الغرفة التي كانت لوالدك ورحل , فأصحبت سوداء مظلمة بعدكما , فما لنا فيها الا البكاء , سيدي عزيناك بوالدك , فأتت اللحظة التي نقول عنك قدس الله سرك , فهل أعزيك برحيلك , سيدي انت لم تخسر شيئا , بل نحن من خسرناك مدى العمر , فلا اعتقد ان يولد شخص كمثلك , فأمسينا يتامى بعدك سيدي الرضا , يالها من ايام ففي ايام الفاطمية استقبلتك امك , وهي مكسورة الضلع , فقد كنت خير من يمثل اهل البيت , فهاهم باستقبالك حاضرون , مع اباك وجدك , سيدي اخبرهم بما لاقيت , فلا اعتقد ان رحيلك في السن المبكر خالي من الهموم , فقص عليهم ما جرى , سيدي والله لا ادري ماذا يخط القلم عنك , فمن انا حتى اكتب فيك ولو كانت كلمات معدودة , وما هذا الا اقل من القليل , اسفي عليك ! رحيلك خسارة للأمة الاسلامية بأجمعها , فلا لقاء بيننا في الدنيا , في حفظ الزهراء سيدي الرضا , في حفظ الزهراء ,,, ولعن الله اول ظالم ظلم حق محمد وال محمد واخر تابع له على ذلك ,,

كلمة أخيرة : لم اتوقعها في فترة كنا بأمس الحاجة لك يا سيدي !

ابنك : حسين